شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
شرح كتاب الآجرومية
141960 مشاهدة print word pdf
line-top
النصب وعلاماته

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- وللنصب خمس علامات: الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون.
فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء.
وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة نحو: رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك.
وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم.
وأما الياء فتكون علامة للنصب في التثنية والجمع.
وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال التي رفعها بثبات النون.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد هذه علامات النصب قال: وللنصب خمس علامات؛ الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون؛ قدم الفتحة لأنها الأصل وثنى بالألف لأنها تنشأ عن الفتحة إذا أشبعت، وثلث بالكسرة لأنها أخت الفتحة في المد واللين، وربع بالياء لأنها تنشأ عن الكسرة إذا أشبعت وختم بحذف النون لبعد مشابهتها.

الفتحة حركة فيها انفتاح الفم قليلا من غير مبالغة، والمبالغة تسمى مدا ينشأ عنها ألف، ذكر أن الفتحة تكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء.
وقد تقدم تعريف الاسم المفرد يعني الاسم الفرد الواحد سواء كان اسما لشخص واحد أو اسما لجنس أو اسما يطلق على علم من الأعلام، فإنه إذا نصب نصب بالفتحة إذا كان غير معتل، فتقول مثلا: دخلت المسجد، المسجد منصوب بالفتحة الظاهرة، وكلمت الرجل وقرأت السورة ورأيت زيدا وخلعت ثوبا وجلست أو نظرت أو رأيت أو أبصرت، وله من الأفعال المتعدية فالفعل المتعدي ينصب الاسم، وبنصبه تدخل عليه الفتحة تكون علامة نصبه الفتحة إن هذا الاسم المفرد.
وأما جمع التكسير فقد تقدم أيضا تعريفه؛ وسمي بذلك لأن حروف مفرده تغيرت أي تكسرت حروف مفرده؛ مثل رجل فتقول رأيت الرجال وقرأت الكتب ودخلت المساجد وكلمت القوم، فتقول القوم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة المساجد منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والرجال والكتب وما أشبه ذلك الفتحة الظاهرة في آخره علامة على أنه منصوب.
كذلك الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء فإنه ينصب بالفتحة الظاهرة، وسيأتينا في باب الأفعال إن شاء الله ذكر النواصب وأنها عشرة فإذا دخل واحد منها على الفعل المضارع انتصب الفعل المضارع فقوله تعالى: حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى يرجع منصوب بحتى وإن كانت منصوبة بأن مضمرة وقوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ تقول منصوب بأن لأنها من النواصب، وقوله: فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ لن أبرح، أبرح: منصوب بلن لأنه فعل مضارع دخل عليه ناصب وهكذا ما يشابه ذلك من الأفعال، إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء. فإن اتصل بآخره حرف علة أو نحوه أو ضمير فإنه لا يظهر عليه النصب بالفتحة؛ فقد تتصل به نون التوكيد، مثل: لن تدخلن، ولن تخرجن؛ النون هذه تسمى نون التوكيد لَنَسْفَعًا هذه نون التوكيد الخفيفة.
وكذلك قوله: لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا هذه تسمى نون التوكيد خفيفة وثقيلة، ومثله نون النسوة؛ النسوة يقمن ويدخلن ويقلن إذا دخل عليه ناصب فإنه لا تظهر عليه العلامة، فتقول: إنهن لن يدخلن ولن يخرجن، فهذه العلة التي في آخره منعت أن تظهر عليه الحركة - حرف العلة - إذا دخل عليه حرف علة أو كذلك اتصل به ضمير، وقد تقدم ذكر حروف العلة. حرف العلة؛ مثل: يغزو لكن يغزو يظهر عليه الفتح، فتقول: لن تغزو، ومثل يخشى لا تظهر عليه الفتحة لن تخشى ولن تسعى فالحاصل أن فعل المضارع منصوب بالفتحة إلا إذا اعتل أو دخل على آخره ما يمنع ظهور الفتحة. هذه ثلاثة أشياء فالفتحة تكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع في الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء.

line-bottom